کد مطلب:109745 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:230

خطبه 027-در فضیلت جهاد











ومن خطبة له علیه السلام

وقد قالها یستنهض بها الناس حین ورد خبر غزوالانبار بجیش معاویة فلم ینهضوا، وفیها یذكر فضل الجهاد، ویستنهض الناس، ویذكر علمه بالحرب، ویلقی علیهم التبعة لعدم طاعته

فضل الجهاد

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، فَتَحَهُ اللهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِیَائِهِ، وَهُوَ لِباسُ التَّقْوَی، وَدِرْعُ اللهِ الحَصِینَةُ، وَجُنَّتُهُ الوَثِیقَةُ، فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ أَلبَسَهُ اللهُ ثَوْبَ الذُّلِّ، وَشَمِلَهُ البَلاَءُ، وَدُیِّثَ بِالصَّغَارِ وَالقَمَاءَةِ، وَضُرِبَ عَلَی قَلْبِهِ بِالْأََسْهَابِ، وَأُدِیلَ الحَقُّ مِنْهُ بِتَضْیِیعِ الجِهَادِ، وَسِیمَ الخَسْفَ، وَمُنِعَ النَّصَفَ.

استنهاض الناس

أَلاَ وَإِنِّی قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَی قِتَالِ هؤُلاَءِ القَوْمِ لَیْلاً وَنَهَاراً، وَسِرّاً وَإِعْلاَناً، وَقُلْتُ لَكُمُ: اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ یَغْزُوكُمْ، فَوَاللهِ مَا غُزِیَ قَوْمٌ قَطُّ فی عُقْرِ دَارِهِمْ إِلاَّ ذَلُّوا، فَتَوَاكَلْتُمْ وَتَخَاذَلتُمْ حَتَّی شُنَّتْ عَلَیْكُمُ الغَارَاتُ، وَمُلِكَتْ عَلَیْكُمُ الْأُوْطَانُ. وَهذَا أَخُو غَامِد قَدْ وَرَدَتْ خَیْلُهُ الْأَنْبَارَ، وَقَدْ قَتَلَ حَسَّانَ بْنَ حَسَّانَ البَكْرِیَّ، وَأَزَالَ خَیْلَكُمْ عَنْ مَسَالِحِهَا. وَلَقَدْ بَلَغَنِی أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ یَدْخُلُ عَلَی المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ، وَالْأُخْرَی المُعَاهَدَةِ، فیَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وَقُلْبَهَا وَقَلاَئِدَهَا، وَرِعَاثَهَا، ما تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلاَّ بِالْإِسْتِرْجَاعِ وَالْإِسْتِرْحَامِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِینَ، مَا نَالَ رَجُلاً مِنْهُمْ كَلْمٌ، وَلاَ أُرِیقَ لَهُمْ دَمٌ، فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِن بَعْدِ هَذا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً، بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِی جَدِیراً. فَیَا عَجَباً! عَجَباًـ وَاللهِ ـ یُمِیتُ القَلْبَ وَیَجْلِبُ الهَمَّ مِن اجْتَِماعِ هؤُلاَءِ القَوْمِ عَلَی بَاطِلِهمْ، وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ! فَقُبْحاً لَكُمْ وَتَرَحاً، حِینَ صِرْتُمْ غَرَضاً یُرمَی: یُغَارُ عَلَیْكُمْ وَلاَ تُغِیرُونَ، وَتُغْزَوْنَ وَلاَ تَغْرُونَ، وَیُعْصَی اللهُ وَتَرْضَوْن! فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّیْرِ إِلَیْهِم فِی أَیَّامِ الحَرِّ قُلْتُمْ: هذِهِ حَمَارَّةُ القَیْظِ أَمْهِلْنَا یُسَبَّخُ عَنَّا الحَرُّ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّیْرِ إِلَیْهِمْ فِی الشِّتَاءِ قُلْتُمْ: هذِهِ صَبَارَّةُ القُرِّ، أَمْهِلْنَا یَنْسَلِخْ عَنَّا البَرْدُ، كُلُّ هذا فِرَاراً مِنَ الحَرِّ وَالقُرِّ; فَإِذَا كُنْتُمْ مِنَ الحَرِّ وَالقُرِّ تَفِرُّونَ فَأَنْتُمْ وَاللهِ مِنَ السَّیْفِ أَفَرُّ!

البرم بالناس

یَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَلاَ رِجَالَ! حُلُومُ الْأَطْفَالِ، وَعُقُولُ رَبّاتِ الحِجَالِ، لَوَدِدْتُ أَنِّی لَمْ أَرَكُمْ وَلَمْ أَعْرِفْكمْ مَعْرِفَةً ـ وَاللهِ ـ جَرَّتْ نَدَماً، وَأَعقَبَتْ سَدَماً. قَاتَلَكُمُ اللهُ! لَقَدْ مَلاَْتُمْ قَلْبِی قَیْحاً، وَشَحَنْتُمْ صَدْرِی غَیْظاً، وَجَرَّعْتُمُونِی نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاساً، وَأَفْسَدْتُمْ عَلَیَّ رَأْیِی بِالعِصْیَانِ وَالخذْلاَن، حَتَّی قَالَتْ قُریْشٌ: إِنَّ ابْنَ أَبِی طَالِب رَجُلٌ شُجَاعٌ، وَلْكِنْ لاَ عِلْمَ لَهُ بِالحَرْبِ. للهِ أَبُوهُمْ! وَهَلْ أَحدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا مِرَاساً، وَأَقْدَمُ فِیهَا مَقَاماً مِنِّی؟! لَقَدْ نَهَضْتُ فِیهَا وَمَا بَلَغْتُ العِشْرِینَ، وها أناذا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَی السِّتِّینَ! وَلكِنْ لا رَأْیَ لَمِنْ لاَ یُطَاعُ!